مرحبا بكم في موضوع جديد على مدونتكم بريزما للمعلوميات , هل تخيلت يوما لو لم يكن موقع فايسبوك موجودا في الأصل ؟ و كيف سيمر يومك بدونه ؟ أعلم أنك لم تطرح هذا السؤال عن نفسك وحتى وان قمت بذلك فلن تجد اجابة كافية على أسئلتك . وهنا اخترت فايسبوك بالضبط لأننا نستعمل بشكل كبير .
مما لا يختلف عليه اثنان أنه قبل التعرف على فايسبوك كانت حياتنا متعلقة بالواقع أكثر من الافتراض , حتى في حياتنا اليومية وعلاقتنا بالأفراد كانت علاقة ودودة على أرض الواقع وهو العكس الذي نجده الان بوجود فايسبوك و جميع مواقع التواصل الاجتماعي , بحيث أصبحت حياتنا و أنشطتنا رهينة بهذا العالم الإفتراضي الذي كسر تلك الرابطة بين الأفراد و الاصدقاء و العائلة
فمع وجود مواقع التواصل الإجتماعي صرنا نعيش حياة افتراضية بعيدة كل البعد عن الواقع , بتنا نكون علاقات افتراضية مع أشخاص من دول أخرى بل من نفس المدينة أو الحي لكن العلاقة التي تجمعنا مجرد افتراض ولا نستطيع الإلتقاء في الواقع في بعض الأحيان , وذلك راجع لعدة اعتبارات يتصدرها عدم المصداقية في المحادثات أو عدم القدرة على مواجهة الطرف الأخر .
فهذا يسببه كثرة التشبث و الادمان بمواقع التواصل الاجتماعي وما تقدمه لك من حياة افتراضية ممتعة .
و أنت بداخلها تستطيع التحدث و التعبير عن أي موضوع بحرية تامة دون الاكتراث للأشخاص الاخرين لانك تعيش داخل الوهم وهو الشيء الذي لا تستطيع فعله داخل المجتمع الواقعي وتجد صعوبة في فعل الامر وتضرب ألف حساب لنظرات الغير .
بل ويصل الأمر الى احداث تغيير على شخصيتك و تصبح مزدوج الشخصية , شخصية الافتراض ليست الشخصية التي تواجه بها الغير في الواقع . ونحن بدورنا لا ننكر التغيير الذي أحدثته مواقع التواصل الاجتماعي و مزاياه علينا , من قبيل تعرفنا على أشخاص اخرين و احداث عالم افتراضي نعبر فيه عن همومنا ومشاكلنا ونشارك حياتنا مع الطرف الاخر من أصدقائنا , وتقريب البعيد من القريب و العكس صحيح . إلا أنه وجب الاحتياط و الإعتدال وحسن الإستعمال لهذا النوع من المواقع وهذا العالم الافتراضي حتى تتجنب الوقوع ضحية مشاكل صحية وخيمة تتحمل أنت ضررها كالاكتئاب وضعف الشخصية .
فلنحاول معا الرجوع ولو بنسبة قليلة الى حياتنا الطبيعية ونبتعد قليللا عن هذا العالم الافتراضي ونكتشف معا الحياة التي كنا مستمتعين بها و بأشخاصها و بخيراتها , وتذكر دوما أن الشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده .
بقلم " يعقوب "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق