وفق دراسة مركزة لشركة Accenture ، قد أعربت هذه الأخيرة أنه بحلول عام 2035 لن يصبح التقييم الإقتصادي لبلد ما يعتمد على رأس المال بل سيصبح يقيم إنطلاقا من درجة النضج في مجال الذكاء الإصطناعي ...
وقد نشرت هذه الشركة دراسة حديثة بعنوان لماذا الذكاء الإصطناعي هو مستقبل النمو ، هذه المقالة التي عمل على تقديمها اثنين من الكتاب و هم بوردي و بول دوتري و اعتمدوا في ذلك على أسباب انخفاض الناتج المحلي الإجمالي السنوي من الاقتصادات العالمية الناضجة ، و هذه النقطة قد تبدوا بعيدة جدا عن السياق الذي عهدناه خلال فترة الإزدهار ما بعد الحرب العالمية مما دفع بعض قياد الإقتصاد العالمي إلى التفكير على أن العالم لا يعمل إلا مع النمو المتوسط أو المنخفض ، لكن أكسنتشر كان أقل تشاؤما و يرى أن قوة التكنولوجيا الجديدة ستعبر في المجال الإقتصادي و تفيد بشكل كبير في العمل و اليد العاملة بقوله :
"الآثار المختلفة للذكاء الاصطناعي ، كالسحابة و قاعدة البيانات ستحول الاقتصاد أكثر من أي تكنولوجيا أخرى قبل ذلك ، بما في ذلك الإنترنت "
ففي الواقع ، إذا وصل الذكاء الإصطناعي إلى مرحلة النضج الكافي سيؤدي ذلك إلى ثورة حقيقية في العمل ، لن يغير طبيعته فقط ولكن سيغير العلاقة بين الإنسان و الألات إضافة إلى أنه سيحدث هنالك إضطراب في مهامنا اليومية بعد وصول هذه الالة ، غير ذلك هذه الأخيرة ستسمح للشركات أن تتعامل بشكل مختلف مع عملائها مما يستلزم عليها نقصان الإبداعية بموازاة زيادة الإنتاجية ، لكن الذكاء الاصطناعي سوف يتداخل بشكل تدريجي في قطاعات الصناعة مع الالات الأكثر كفائة و خير دليل على ذلك هو شركة BMW التي هي في الطريق للتشارك مع الشركة الصينية بايدو و كذلك فورد التي تقوم بتطوير حاليا برمجيات الذكاء الأصطناعي مشاركة مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ستانفورد .
أما من ناحية الإحصائيات فقد درست أكسنتشر والمجتمع إقتصاد الحدودي إثني عشر من البلدان الأكثر نموا في الاقتصاد ( بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة ... ) إضافة إلى توقعاد دراسة النمو ، ومن ذلك حساب تأثير الذكاء الإصطناعي على إنتاجية الشركات في كل بلد من تلك البلدان ، ليخلصوا إلى أن تلك البلدان سيزداد معدل نموها بشكل مهول بحلول عام 2035 و التي قد يزيد المعدل فيها بنسبة 40/100 في بعض البلدان .
ففي ما يخص الولايات المتحدة فإن الذكاء الاصطناعي سوف يولد الزيادة الأكثر إثارة للإعجاب في النمو بتوقعات تصل إلى 4.6٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035 مقابل 2.6٪ اليوم الذي يمثل 8300 من القيمة الإجمالية ، أما فيما يخص فرنسا على سبيل المثال فقط ، فقد أضهرت الدراسات أن الشركات سوف تشهد زيادة إنتاجية تصل إلى 20٪ وذلك بفضل الذكاء الاصطناعي عن طريق تمرير نمو سنوي يبلغ 1.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.9٪ ...
و لكن رغم كل هذه الدراسات التي تبشر بالخير للمستقبل البعيد ، يبقى السؤال الوحيد المطروح في هذه الحالة هو ما سوف يكون تأثير ذلك على العمل ؟ دمت سالما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق